فرط الموت، هذا ما نعيشه في بلادنا اليوم. الأحداث في الصور البيضاء والسوداء، تلك التي كانت تعرض على شاشات التلفاز القديم، كُتُبُ التاريخ، وما جمعته الاجيال قبلنا، عادت بشكل اكثر فجاجة، غوغائية ودموية، لم يعد هناك مكان للون الأبيض والأسود، بل الأحمر أكثر ما يطغى على المشهد ككل، شواهد القبور تسلب مساحات شاسعة من الأراضي، قصص أصحابها تمتزج بالحياة اليومية، في المدن السورية، في المدن العراقية، في المدن الفلسطينية، في المدن اللبنانية، وكذلك في أطراف البلاد حيث نُصبت خيم اللاجئين.
توثيق موت الأحبة
الجثة الاولى.. الجثة الثانية.. الجميع يهرع إلى مكان القصف، الجثة الثالثة والرابعة، اثنتان وعشرون جثة، اثنان وعشرون وجهاً، اثنان وعشرون جسداً متفحماً، بأحجام وأشكال مختلفة. لا أثر لأخيه هناك، رائحة الموت تضغط على قدميه، تزداد رجفة جسده، يشعر بالغثيان، يبتعد. يعود إلى منزله، يلتقي بوالده، يخبره والده أن أخاه بخير...
هذا ما حدث مع محمد الثائر أمس في دوما بريف دمشق.
"من وقت ما صوّرت مجزرة الكيماوي ماعاد حملت الكاميرا، وقتها كانوا عم يجيبوا المصابين، عم يموتوا واحد ورا التاني، صرت صرخ وأرجف، صاروا يحطوهم فوق بعض لأنهم كانوا كتير كتار وما في أماكن".
محمد الثائر هو من مواليد العام 1986، تخرّج من كليّة الحقوق، وهو أب لطفل عمره شهر ونصف الشهر، يعمل مع فريق الرصد الميداني لمركز توثيق الانتهاكات في الغوطة الشرقية.
"كنت عم حس بدوخة وحاسس حالي رح أتقيأ بأي لحظة، كنت خايف، بس ما كان قدامي حلّ غير وثق الموتى والمصابين". ويكمل "الموت بخوِّف كتير، وإنو يموت حدا من أهلك.. بس نحنا بحالة حرب، ما حدا بيضمن يضل عايش".
الطفلة ذات العامين تلفظ أنفاسها الأخيرة. ينادي على الأطباء، يصرخ، يبكي، يركض بين الحشود المتجمعة، والصرخات، رائحة الكيماوي تخترق كل الموجودين، جسد صغير بين مئات الأجساد، بشرة بيضاء، عينان بلون أبيض، شعر خفيف ملس، الزبد يخرج من فمها، يتذكر ملامحها جيداً...
"بعد يومين، ماعاد في ألوان بالحياة، وقرفت كل شي، وحسيت باليأس، الحياة مالها أي معنى بعد إلّي شفته".. قال محمد.
الذهاب إلى القتال
"وقت حملت السلاح وأطلقت أول رصاصة كنت حاسس بالغضب. أول مرة قتلت حدا من جيش النظام بحلب، انبسطت كتير، لأنو وقتها كانوا عم يضربوا رصاص على المدنيين، مات 4 مدنيين قدامي ومنهم ابن رفيقي عمره 14، ما حسيت حالي غير عم اقتل مجرمين وقتلة".
هذا ما قاله الشاب ابن الثمانية والعشرين عاماً، والملقب بالشهيد، وهو انضم إلى صفوف الجيش الحر بعدما كان ناشطاً في صفوف الثوار السلميين "فكرة الموت بتخوفني كتير، بس ما بخوفني بالمعركة، لأنو بعرف انو اللي عم حارب من شانه كتير عظيم، مشان بلدنا تتحرر من الظلم، نحن ناس بدها تعيش بحريتها وكرامتها ويكون عنا مستقبل أفضل".
وأضاف "بخاف من الموت وقت القصف، أشلاء الضحايا، فكرة أديش موجع الموت بهي الطريقة.. أحياناً بزعل وقت أقتل حدا من عناصر النظام، يمكن يكون مالهم ذنب متلنا تماماً، بس ما في حل تاني، هني عم يقتلوا الناس ونحن بدنا ندافع ونحمي".
لم يعد الموت صدفة
سوريا – لبنان – فلسطين – العراق
"الموت شيء طبيعي، الموت هو موتنا نحن، ومع ذلك لا نفكر فيه إلا بوصفه موت الآخرين، المهم أن نستمر في الإبحار، لكن الحرب جعلت الإنسان يواجه الموت وأجبرته على الاعتراف به، الموت كدافع للتفكير، الموت عند البدائي، فكرة الروح والخلود والشعور بالذنب، لاشعورنا البدائي تفضحه الحروب". سيغموند فرويد
لكن الحرب تضعنا في مواجهة مباشرة مع الموت الجماعي، والذي قد يؤدي إلى الاعتراف بالموت، أي أن نعترف بأننا نحن من سنموت، وليس فقط الآخرون. فالحرب إذن تفضح لاشعورنا ذاك.
لبنان: مصادر من مستشفى الهيئة الطبية في عرسال لـ"النهار": مقتل 29 مدنياً منذ بداية معارك عرسال، أربعة منهم لبنانيون، و175 جريحاً.
سوريا: شنت القوات السورية حملة عسكرية على مدينة دوما القريبة من دمشق مع استمرار المواجهات العنيفة في عدد من المناطق، وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ٣٤ مدنياً برصاص الجيش السوري بينهم عشرة اطفال.
العراق ـ صوت العراق: أفاد مصدر في الشرطة، الأحد، بأن ثمانية مدنيين قتلوا بهجمات مسلحة في مناطق متفرقة من بغداد.
فلسطين ـ الجزيرة: بلغ عدد الشهداء منذ ساعات الفجر الأولى اليوم السبت أكثر من أربعين شهيداً، ونحو مائة جريح، ليرتفع إجمالي ضحايا العدوان الاسرائيلي منذ بدئه إلى 1645، وأكثر من 8500 جريح.
ولأن الحرب لا تكتفي بقتل شخص أو ثلاثة، بل بآلاف عديدة، تبدو عملية الموت عنيفة متسارعة، قريبة للغاية، دافعة الناس إلى التعامل مع الموت بشكل مختلف، ففي الحروب لم يعد ذاك الشيء المسمى بالموت مجرد صدفة.
في تصوير الموت
تخلق عدسة الكاميرا حاجزاً بين المصور والحدث، الجثث، القتل، المعركة.. تنفصل مشاعرك كلياً عن المجريات، وتسارع إلى تصوير ما يحدث، إلى أن تضعها جانباً، تصبح حينها جزءاً وشاهداً على الحدث.
"رح إكذب إذا كنت قلك إنو ما خاف، بس الشي الغريب هو انو كنت خاف بعد ما تخلص المعركة، وإسأل حالي وين كنت وشو اللي عم يصير؟. الخوف على طول بيخليكي تهربي لقدام، هادا التكتيك تبع الهرب للخط الأول، وغالباً نتيجة إنو معظم اللي بيموتوا بيكونوا بالخطوط الخلفية بالعادة، فبتلاقي الجبناء هني اللي بيهربو لقدام".
صور فادي زيدان (32 عاماً)، الحراك السلمي، المعارك، القصف، والمجازر في المدن السوريا: "أول مرة رحت على مكان عمل عسكري كان تحرير مدينة الرستن (في ريف حمص)، تاني مرة بالعام ٢٠١٢، حسيت بالخوف عالطريق ورح اكذب اذا ما قلت إني خفت كتير، بس من اللحظة اللي وصلت فيها ما عاد حسيت بالخوف.. كمية الإثارة اللي بتعيشيها بالمعركة هي اللي بتورط اي مصور حربي إنو يضل بشغله".
ويكمل "بس أطلع بعمل يومين عزلة، ما بشوف حدا، بحاول إرجع أتذكر كل التفاصيل، وبحلف مليون مرة ما رح عيدها، بعد أسبوع بكون عم دوّر على فوتة جديدة".
ويضيف: "الأصعب من الموت هو الناس إلي بتحبيهم وبتعرفيهم وبتفقديهم، أما فكرة أني موت فما عادت تخوفني".
لقاء مع الموت داخل الزنزانة
"أول مرة بحس إنو الموت قريب عليّ بالمعتقل، لأنو الموت بكون أبشع بكتير، بتنحرم من تفاصيل الموت الطبيعية، الموت بالعتمة، بلا ناس، بلا وداع، مات 3 قدامي بالزنزانة.. أول واحد حاولت إنعشه، بس مات، ما كان في وقت نحكي بالموضوع، بس الدكتور إلّي فيّي حسّ بالعجز، والانسان إلي بداخلي شعر بالقهر والخوف".
اعتقلت المخابرات السورية بشار لمدة 11 شهراً، شهد مقتل ثلاثة من المعتقلين، "بيومها ماتوا كمان اتنين بس مو قدامي، وصلوا لحافة الموت.. طلّعوهم لبرّا الزنزانة وبعدين عرفنا إنو ماتوا".
ويكمل: "بالمعتقل التعامل مع الموت بكون مجرد أكتر، لأنه أقرب، ما في طرق للتحايل أو الهرب، هي هيك وجهاً لوجه، الزعل على الميتين بالمعتقل رفاهية ما كتير متوفرة".
وأضاف "بس هلق صرت بعرف الموت كتير منيح، ما بعرف إذا انتصرت عليه أو هربت منه، أكيد تغيرت، بس هاد ما بينفي انو بخاف من هداك الموت إلّي جوّا".
في الحياة داخل الموت
أعداد الموتى في سوريا، أعداد الموتى في غزة، أعداد الموتى في لبنان، كلها في ازدياد، والأحياء ينقصون واحد تلو الآخر، قد يجعلنا ذلك نقسم البشر المتواجدين في مناطق الحروب هذه على سبيل المثال إلى قسمين: الأموات، والمصابون بحمى الموت.
تعايش الانسان مع الموت إذ حاول جاهداً ترويض نفسه والمضي في يومه التالي وإخفاء الموت داخل الحياة، وإن كانت حياتنا في الواقع داخل الموت ذاته، وكأننا اليوم نتحمّل الحياة لنكون في استعداد كامل لكي نموت.
ضحى حسن
NOW
توثيق موت الأحبة
الجثة الاولى.. الجثة الثانية.. الجميع يهرع إلى مكان القصف، الجثة الثالثة والرابعة، اثنتان وعشرون جثة، اثنان وعشرون وجهاً، اثنان وعشرون جسداً متفحماً، بأحجام وأشكال مختلفة. لا أثر لأخيه هناك، رائحة الموت تضغط على قدميه، تزداد رجفة جسده، يشعر بالغثيان، يبتعد. يعود إلى منزله، يلتقي بوالده، يخبره والده أن أخاه بخير...
هذا ما حدث مع محمد الثائر أمس في دوما بريف دمشق.
"من وقت ما صوّرت مجزرة الكيماوي ماعاد حملت الكاميرا، وقتها كانوا عم يجيبوا المصابين، عم يموتوا واحد ورا التاني، صرت صرخ وأرجف، صاروا يحطوهم فوق بعض لأنهم كانوا كتير كتار وما في أماكن".
محمد الثائر هو من مواليد العام 1986، تخرّج من كليّة الحقوق، وهو أب لطفل عمره شهر ونصف الشهر، يعمل مع فريق الرصد الميداني لمركز توثيق الانتهاكات في الغوطة الشرقية.
"كنت عم حس بدوخة وحاسس حالي رح أتقيأ بأي لحظة، كنت خايف، بس ما كان قدامي حلّ غير وثق الموتى والمصابين". ويكمل "الموت بخوِّف كتير، وإنو يموت حدا من أهلك.. بس نحنا بحالة حرب، ما حدا بيضمن يضل عايش".
الطفلة ذات العامين تلفظ أنفاسها الأخيرة. ينادي على الأطباء، يصرخ، يبكي، يركض بين الحشود المتجمعة، والصرخات، رائحة الكيماوي تخترق كل الموجودين، جسد صغير بين مئات الأجساد، بشرة بيضاء، عينان بلون أبيض، شعر خفيف ملس، الزبد يخرج من فمها، يتذكر ملامحها جيداً...
"بعد يومين، ماعاد في ألوان بالحياة، وقرفت كل شي، وحسيت باليأس، الحياة مالها أي معنى بعد إلّي شفته".. قال محمد.
الذهاب إلى القتال
"وقت حملت السلاح وأطلقت أول رصاصة كنت حاسس بالغضب. أول مرة قتلت حدا من جيش النظام بحلب، انبسطت كتير، لأنو وقتها كانوا عم يضربوا رصاص على المدنيين، مات 4 مدنيين قدامي ومنهم ابن رفيقي عمره 14، ما حسيت حالي غير عم اقتل مجرمين وقتلة".
هذا ما قاله الشاب ابن الثمانية والعشرين عاماً، والملقب بالشهيد، وهو انضم إلى صفوف الجيش الحر بعدما كان ناشطاً في صفوف الثوار السلميين "فكرة الموت بتخوفني كتير، بس ما بخوفني بالمعركة، لأنو بعرف انو اللي عم حارب من شانه كتير عظيم، مشان بلدنا تتحرر من الظلم، نحن ناس بدها تعيش بحريتها وكرامتها ويكون عنا مستقبل أفضل".
وأضاف "بخاف من الموت وقت القصف، أشلاء الضحايا، فكرة أديش موجع الموت بهي الطريقة.. أحياناً بزعل وقت أقتل حدا من عناصر النظام، يمكن يكون مالهم ذنب متلنا تماماً، بس ما في حل تاني، هني عم يقتلوا الناس ونحن بدنا ندافع ونحمي".
لم يعد الموت صدفة
سوريا – لبنان – فلسطين – العراق
"الموت شيء طبيعي، الموت هو موتنا نحن، ومع ذلك لا نفكر فيه إلا بوصفه موت الآخرين، المهم أن نستمر في الإبحار، لكن الحرب جعلت الإنسان يواجه الموت وأجبرته على الاعتراف به، الموت كدافع للتفكير، الموت عند البدائي، فكرة الروح والخلود والشعور بالذنب، لاشعورنا البدائي تفضحه الحروب". سيغموند فرويد
لكن الحرب تضعنا في مواجهة مباشرة مع الموت الجماعي، والذي قد يؤدي إلى الاعتراف بالموت، أي أن نعترف بأننا نحن من سنموت، وليس فقط الآخرون. فالحرب إذن تفضح لاشعورنا ذاك.
لبنان: مصادر من مستشفى الهيئة الطبية في عرسال لـ"النهار": مقتل 29 مدنياً منذ بداية معارك عرسال، أربعة منهم لبنانيون، و175 جريحاً.
سوريا: شنت القوات السورية حملة عسكرية على مدينة دوما القريبة من دمشق مع استمرار المواجهات العنيفة في عدد من المناطق، وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ٣٤ مدنياً برصاص الجيش السوري بينهم عشرة اطفال.
العراق ـ صوت العراق: أفاد مصدر في الشرطة، الأحد، بأن ثمانية مدنيين قتلوا بهجمات مسلحة في مناطق متفرقة من بغداد.
فلسطين ـ الجزيرة: بلغ عدد الشهداء منذ ساعات الفجر الأولى اليوم السبت أكثر من أربعين شهيداً، ونحو مائة جريح، ليرتفع إجمالي ضحايا العدوان الاسرائيلي منذ بدئه إلى 1645، وأكثر من 8500 جريح.
ولأن الحرب لا تكتفي بقتل شخص أو ثلاثة، بل بآلاف عديدة، تبدو عملية الموت عنيفة متسارعة، قريبة للغاية، دافعة الناس إلى التعامل مع الموت بشكل مختلف، ففي الحروب لم يعد ذاك الشيء المسمى بالموت مجرد صدفة.
في تصوير الموت
تخلق عدسة الكاميرا حاجزاً بين المصور والحدث، الجثث، القتل، المعركة.. تنفصل مشاعرك كلياً عن المجريات، وتسارع إلى تصوير ما يحدث، إلى أن تضعها جانباً، تصبح حينها جزءاً وشاهداً على الحدث.
"رح إكذب إذا كنت قلك إنو ما خاف، بس الشي الغريب هو انو كنت خاف بعد ما تخلص المعركة، وإسأل حالي وين كنت وشو اللي عم يصير؟. الخوف على طول بيخليكي تهربي لقدام، هادا التكتيك تبع الهرب للخط الأول، وغالباً نتيجة إنو معظم اللي بيموتوا بيكونوا بالخطوط الخلفية بالعادة، فبتلاقي الجبناء هني اللي بيهربو لقدام".
صور فادي زيدان (32 عاماً)، الحراك السلمي، المعارك، القصف، والمجازر في المدن السوريا: "أول مرة رحت على مكان عمل عسكري كان تحرير مدينة الرستن (في ريف حمص)، تاني مرة بالعام ٢٠١٢، حسيت بالخوف عالطريق ورح اكذب اذا ما قلت إني خفت كتير، بس من اللحظة اللي وصلت فيها ما عاد حسيت بالخوف.. كمية الإثارة اللي بتعيشيها بالمعركة هي اللي بتورط اي مصور حربي إنو يضل بشغله".
ويكمل "بس أطلع بعمل يومين عزلة، ما بشوف حدا، بحاول إرجع أتذكر كل التفاصيل، وبحلف مليون مرة ما رح عيدها، بعد أسبوع بكون عم دوّر على فوتة جديدة".
ويضيف: "الأصعب من الموت هو الناس إلي بتحبيهم وبتعرفيهم وبتفقديهم، أما فكرة أني موت فما عادت تخوفني".
لقاء مع الموت داخل الزنزانة
"أول مرة بحس إنو الموت قريب عليّ بالمعتقل، لأنو الموت بكون أبشع بكتير، بتنحرم من تفاصيل الموت الطبيعية، الموت بالعتمة، بلا ناس، بلا وداع، مات 3 قدامي بالزنزانة.. أول واحد حاولت إنعشه، بس مات، ما كان في وقت نحكي بالموضوع، بس الدكتور إلّي فيّي حسّ بالعجز، والانسان إلي بداخلي شعر بالقهر والخوف".
اعتقلت المخابرات السورية بشار لمدة 11 شهراً، شهد مقتل ثلاثة من المعتقلين، "بيومها ماتوا كمان اتنين بس مو قدامي، وصلوا لحافة الموت.. طلّعوهم لبرّا الزنزانة وبعدين عرفنا إنو ماتوا".
ويكمل: "بالمعتقل التعامل مع الموت بكون مجرد أكتر، لأنه أقرب، ما في طرق للتحايل أو الهرب، هي هيك وجهاً لوجه، الزعل على الميتين بالمعتقل رفاهية ما كتير متوفرة".
وأضاف "بس هلق صرت بعرف الموت كتير منيح، ما بعرف إذا انتصرت عليه أو هربت منه، أكيد تغيرت، بس هاد ما بينفي انو بخاف من هداك الموت إلّي جوّا".
في الحياة داخل الموت
أعداد الموتى في سوريا، أعداد الموتى في غزة، أعداد الموتى في لبنان، كلها في ازدياد، والأحياء ينقصون واحد تلو الآخر، قد يجعلنا ذلك نقسم البشر المتواجدين في مناطق الحروب هذه على سبيل المثال إلى قسمين: الأموات، والمصابون بحمى الموت.
تعايش الانسان مع الموت إذ حاول جاهداً ترويض نفسه والمضي في يومه التالي وإخفاء الموت داخل الحياة، وإن كانت حياتنا في الواقع داخل الموت ذاته، وكأننا اليوم نتحمّل الحياة لنكون في استعداد كامل لكي نموت.
ضحى حسن
NOW