أعلن "رئيس مجلس الشعب السوري" محمد جهاد اللحام تلقّي المجلس إشعاراً من "المحكمة الدستورية العليا" بتقدّم بشار حافظ الأسد بطلب ترشّح لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، ليكون هو المرشح السابع لهذه الانتخابات التي قرر الأسد نفسه إجراءها في حزيران المقبل.
أمّا من ترشّحوا إلى الأسد، فهم ماهر عبد الحفيظ حجار، حسان النوري، سوسن الحداد، سمير معلا، محمد فراس رجوح، وعبد السلام سلامة.
بعد وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في حزيران 2000، وهو والد "المرشح السابع" الحالي، تم آنذاك تعديل الدستور ليتسلّم، الأسد الإبن الحُكم، وفق "انتخابات" حصل خلالها على 97% من أصوات الشعب السوري.
في ذلك الوقت لم يكن هناك من خيار للمواطنين، سوى أن يضعوا علامة على خانة "نعم" في ورقة التصويت، وإلاّ تم سحبهم إلى أقبية فروع المخابرات. "أمسكتُ يومها بالورقة وتردّدتُ قليلاً قبل أن أضع الإشارة، فإذا بالموظفة التي تجلس على الطاولة تشير إليّ بإصبعها على الجواب "نعم"، وحدّقت في وجهي بخوف، نظرتُ حولي فوجدتُ عناصر الأمن منتشرين في كل مكان، ابتسمت، وضعت الإشارة على نعم، وخرجت. هكذا فعل الجميع"، قال أحد المواطنين السوريين.
عشية الاستفتاء الرئاسي الذي تسلم فيه بشار الأسد رئاسة الجمهورية العربية السورية، عام 2000، قدّم التلفزيون السوري تقريراً عن شخصه. بدأته المذيعة بقولها: "كان منارةً للأدب والتهذيب والانضباط والاجتهاد في المدرسة مع رفاقه ومع أساتذته والإداريين".
لكن الرجل "المهذّب والمجتهد" نفسه، قام لاحقاً بقتل 124927 شخصاً تقريباً من السوريين، بينهم أكثر من 14314 طفلاً و12935 امرأة، بقصف قواته المدن والأحياء السكنية وتدميرها. كما قتل أكثر من 11 ألف شخصاً تحت التعذيب، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأكملت المذيعة وصفها بشار الأسد عام 2000: "شديد التواضع، ودود مع الجميع، ولم يشعر يوماً أي أحد من المحيطين به، أساتذة وطلاباً، أنّه أحد أهم زعماء الشرق الأوسط".
لكنّ "الرجل الودود" هذا، حاصر مدناً عدة لاحقاً، ما أدى إلى وفاة أكثر من 279 مدنياً من الجوع، منهم 135 في مخيم اليرموك و109 في الغوطة قرب العاصمة دمشق وحدها.
مذيعة التلفزيون السوري قالت عام 2000 إن "الرئيس بشار الأسد يذكره العديد من المواطنين البريطانيين الذين ساهم في رعايتهم الصحية، بأنه متواضع ولطيف".
إلا أن "بشار الأسد"، قتل الدكتور البريطاني عباس خان في أحد أفرع المخابرات السورية، فيما ادّعى النظام أن خان شنق نفسه في السجن قبل أن يطلق سراحه بـ4 أيام.
المذيعة كانت ذكرت أن بشار "يتميّز بقامة طويلة ممشوقة وعينين زرقاوين، نظراته ثاقبة وحادة تدل على أفقه البعيد واستشرافه بالمستقبل، وتذكر بشخصية ابيه الراحل حافظ الأسد".
وهنا أصابت.
إذ في عام 1982 شنّ حافظ الأسد حملة وحشية على مدينة حماة، قتل فيها أكثر من 25 ألف مدني، كما تعرضت المدينة للتدمير، واعتقل المئات الذين لم يعرف مصير الكثير منهم حتى اليوم. فسار الابن على خطى والده في المدينة ذاتها، إذ قام منذ بداية 2011 بقتل أكثر من 6598 مدنياً واعتقال 4301 مواطن.
المذيعة كانت استرسلت بحديثها عن صفات الرئيس الجديد: "يحيط من حوله باحترام ولطف كبيرين. منضبط، هادئ. شغوف بالمطالعة ويؤمن بالتكامل بين الأجيال والمراحل".
وثّق مركز توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد اعتقل أكثر من 1265 طفلاً دون 18 سنة.
واستفاضت المذيعة بشخص الأسد الابن "نقل سورية نقلة نوعية باتجاه أحدث المنتجات الصناعية والأتمتة من خلال نشر المعلوماتية وجعلها متاحة لجميع المواطنين".
استخدم الرئيس الابن والمرشح السابع لانتخابات 2014 الأسلحة الكيماوية في عدة مدن سورية، إذ قام بقصف الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق بالغازات الكيماوية، ما أدى إلى مقتل 1500 شخص في يوم واحد. كما قصف الأسد مدن الشمال السوري وحمص كذلك، بالبراميل المتفجرة والسكود، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتدمير كامل لأحياء عدة.
العائلة الحاكمة
"أُهيب بالمواطنين السوريين جميعاً عدم إطلاق النار تعبيراً عن الفرح بأي مناسبة كانت، خاصة ونحن نعيش أجواء الانتخابات التي تخوضها سورية لأول مرة". صرح "بشار الأسد" بعد ترشحه لانتخابات الرئاسة هذه المرة.
وبحسب التصريح اعترف بشار الأسد بأن سورية تعيش أجواء الانتخابات لأول مرة، أي أنه أقرّ بحكمه وعائلته لسورية طوال 54 عاماً فارضين أنفسهم على الشعب السوري بصيغة الوراثة.
إلا أن المذيعة قالت يوم قدّمت بشار الأسد: "انتُخب قائداً لمسيرة الحزب والشعب، أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب، أميناً قطرياً لحزب البعث العربي الاشتراكي، عُرِف عنه محاربة الفساد وعرف عنه أيضاً الفكر الحداثي المتطور".
وهذا الفكر الحداثي تجلّى بـ"عفو رئاسي" أصدره بشار الأسد في بداية الثورة 2011، أطلق بموجبه سراح مئات المساجين، منهم أبو محمد الجولاني، نديم بالوس وهو أحد قادة "داعش"، وبهاء الباش القائد في جبهة النصرة، وقائد جيش الاسلام زهران علوش، وحسان عبود أحد زعماء أحرار الشام، وأحمد عيسى الشيخ أحد قادة ألوية صقور الشام.
ضحى حسن
NOW
أمّا من ترشّحوا إلى الأسد، فهم ماهر عبد الحفيظ حجار، حسان النوري، سوسن الحداد، سمير معلا، محمد فراس رجوح، وعبد السلام سلامة.
بعد وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في حزيران 2000، وهو والد "المرشح السابع" الحالي، تم آنذاك تعديل الدستور ليتسلّم، الأسد الإبن الحُكم، وفق "انتخابات" حصل خلالها على 97% من أصوات الشعب السوري.
في ذلك الوقت لم يكن هناك من خيار للمواطنين، سوى أن يضعوا علامة على خانة "نعم" في ورقة التصويت، وإلاّ تم سحبهم إلى أقبية فروع المخابرات. "أمسكتُ يومها بالورقة وتردّدتُ قليلاً قبل أن أضع الإشارة، فإذا بالموظفة التي تجلس على الطاولة تشير إليّ بإصبعها على الجواب "نعم"، وحدّقت في وجهي بخوف، نظرتُ حولي فوجدتُ عناصر الأمن منتشرين في كل مكان، ابتسمت، وضعت الإشارة على نعم، وخرجت. هكذا فعل الجميع"، قال أحد المواطنين السوريين.
عشية الاستفتاء الرئاسي الذي تسلم فيه بشار الأسد رئاسة الجمهورية العربية السورية، عام 2000، قدّم التلفزيون السوري تقريراً عن شخصه. بدأته المذيعة بقولها: "كان منارةً للأدب والتهذيب والانضباط والاجتهاد في المدرسة مع رفاقه ومع أساتذته والإداريين".
لكن الرجل "المهذّب والمجتهد" نفسه، قام لاحقاً بقتل 124927 شخصاً تقريباً من السوريين، بينهم أكثر من 14314 طفلاً و12935 امرأة، بقصف قواته المدن والأحياء السكنية وتدميرها. كما قتل أكثر من 11 ألف شخصاً تحت التعذيب، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأكملت المذيعة وصفها بشار الأسد عام 2000: "شديد التواضع، ودود مع الجميع، ولم يشعر يوماً أي أحد من المحيطين به، أساتذة وطلاباً، أنّه أحد أهم زعماء الشرق الأوسط".
لكنّ "الرجل الودود" هذا، حاصر مدناً عدة لاحقاً، ما أدى إلى وفاة أكثر من 279 مدنياً من الجوع، منهم 135 في مخيم اليرموك و109 في الغوطة قرب العاصمة دمشق وحدها.
مذيعة التلفزيون السوري قالت عام 2000 إن "الرئيس بشار الأسد يذكره العديد من المواطنين البريطانيين الذين ساهم في رعايتهم الصحية، بأنه متواضع ولطيف".
إلا أن "بشار الأسد"، قتل الدكتور البريطاني عباس خان في أحد أفرع المخابرات السورية، فيما ادّعى النظام أن خان شنق نفسه في السجن قبل أن يطلق سراحه بـ4 أيام.
المذيعة كانت ذكرت أن بشار "يتميّز بقامة طويلة ممشوقة وعينين زرقاوين، نظراته ثاقبة وحادة تدل على أفقه البعيد واستشرافه بالمستقبل، وتذكر بشخصية ابيه الراحل حافظ الأسد".
وهنا أصابت.
إذ في عام 1982 شنّ حافظ الأسد حملة وحشية على مدينة حماة، قتل فيها أكثر من 25 ألف مدني، كما تعرضت المدينة للتدمير، واعتقل المئات الذين لم يعرف مصير الكثير منهم حتى اليوم. فسار الابن على خطى والده في المدينة ذاتها، إذ قام منذ بداية 2011 بقتل أكثر من 6598 مدنياً واعتقال 4301 مواطن.
المذيعة كانت استرسلت بحديثها عن صفات الرئيس الجديد: "يحيط من حوله باحترام ولطف كبيرين. منضبط، هادئ. شغوف بالمطالعة ويؤمن بالتكامل بين الأجيال والمراحل".
وثّق مركز توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد اعتقل أكثر من 1265 طفلاً دون 18 سنة.
واستفاضت المذيعة بشخص الأسد الابن "نقل سورية نقلة نوعية باتجاه أحدث المنتجات الصناعية والأتمتة من خلال نشر المعلوماتية وجعلها متاحة لجميع المواطنين".
استخدم الرئيس الابن والمرشح السابع لانتخابات 2014 الأسلحة الكيماوية في عدة مدن سورية، إذ قام بقصف الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق بالغازات الكيماوية، ما أدى إلى مقتل 1500 شخص في يوم واحد. كما قصف الأسد مدن الشمال السوري وحمص كذلك، بالبراميل المتفجرة والسكود، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتدمير كامل لأحياء عدة.
العائلة الحاكمة
"أُهيب بالمواطنين السوريين جميعاً عدم إطلاق النار تعبيراً عن الفرح بأي مناسبة كانت، خاصة ونحن نعيش أجواء الانتخابات التي تخوضها سورية لأول مرة". صرح "بشار الأسد" بعد ترشحه لانتخابات الرئاسة هذه المرة.
وبحسب التصريح اعترف بشار الأسد بأن سورية تعيش أجواء الانتخابات لأول مرة، أي أنه أقرّ بحكمه وعائلته لسورية طوال 54 عاماً فارضين أنفسهم على الشعب السوري بصيغة الوراثة.
إلا أن المذيعة قالت يوم قدّمت بشار الأسد: "انتُخب قائداً لمسيرة الحزب والشعب، أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب، أميناً قطرياً لحزب البعث العربي الاشتراكي، عُرِف عنه محاربة الفساد وعرف عنه أيضاً الفكر الحداثي المتطور".
وهذا الفكر الحداثي تجلّى بـ"عفو رئاسي" أصدره بشار الأسد في بداية الثورة 2011، أطلق بموجبه سراح مئات المساجين، منهم أبو محمد الجولاني، نديم بالوس وهو أحد قادة "داعش"، وبهاء الباش القائد في جبهة النصرة، وقائد جيش الاسلام زهران علوش، وحسان عبود أحد زعماء أحرار الشام، وأحمد عيسى الشيخ أحد قادة ألوية صقور الشام.
ضحى حسن
NOW