سيطرت قوات النظام السوري مدعومة بمقاتلين من حزب الله وميليشات عراقية على معلولا في ريف دمشق بشكل كامل بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها. قناة "المنار" التابعة لحزب الله دخلت معلولا أيضاً، "ببركة دماء الشهداء، وعزيمة المقاتلين الأبطال".
"النومة الليلة بفندق السفير- معلولا"، هذا آخر ما كتبه مراسل "المنار" حمزة الحاج حسن قبل أن يُقتَل هو ورفيقاه من الطاقم، حليم علاّو ومحمد منتش في المدينة "الخاوية" من مسلّحي المعارضة.
من قتل فريق المنار؟
وجهت "المنار" أصابع الاتهام إلى مسلّحي المعارضة، في حين أكد آخرون أن طاقم القناة قتل على يد جيش النظام السوري، لكن أحداثاً أخرى سابقة لهذا الحدث توحي بخلاف عميق "بين الأحبة".
في الوقائع التي سبقت:
- مقتل قيادي من حزب الله على يد ضابط في الحرس الجمهوري التابع للنظام السوري أثناء معركة حلب، ما أدّى إلى انسحاب فرقة مقاتلي حزب الله لفترة قبل أن يعودوا إلى مواقعهم بناء على وساطات مع النظام.
- مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الاعلامية، بثينة شعبان، تصرح على "فايسبوك": "بعض المحطات الصديقة أقدمت في الآونة الأخيرة على بث مقابلات وتقارير توحي نوعاً ما بأن سوريا ودولتها لم تكن لتصمد لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب، وهذا أمر مرفوض. سوريا صمدت بشعبها الذي قدّم إلى الآن أكثر من ربع مليون شهيد".
- قناة "الميادين" توقف تغطيتها الميدانية في سوريا، على خلفية الإجراءات التي اتخذتها وزارة الإعلام بحق "الميادين" و"المنار" اللتين كانتا ترافقان جيش النظام و"حزب الله" في معاركهما على الأراضي السورية.
ـ وزير الإعلام السوري يضفي على خطوة إيقاف المنار والميادين صبغة إدارية أكثر منها سياسية: "إننا نحترم قناة المنار لأنها قناة مقاومة، وكذلك قناة الميادين لأنها قناة قومية، ولكن المسألة تنظيمية بحتة".
- صرح أحد قياديي حزب الله لصحيفة التايمز البريطانية " لولا وقوف الحزب مع نظام الأسد لكان سقط في غضون ساعتين".
- نفت بثينة شعبان التصريحات التي نسبت إليها في ما يتعلق بالميادين والمنار، قائلة "الميادين والمنار وحزب الله ولبنان في جبهة المقاومة، وما نسب إليّ على فايسبوك لا يمكن أن يصدر عن أي مواطن سوري، نحن نواجه أعداء سوريا الذين يخدمون الصهيونية".
- قائد سلاح الطيران في الحرس الثوري الإيراني، قال إنه لولا الدعم الإيراني لقوات الأسد لخسر الأسد المعركة، مبيناً أن السبب في بقاء النظام هو الإرادة الإيرانية.
- في تشرين الثاني 2013، اندلع خلاف بين حزب الله وقوات أبي الفضل العباس أسفر عن مقتل العديد من مقاتليهما، إذ حصل الاشتباك على خلفية استمرار قيام "أبي الفضل العباس" بسرقة المناطق التي يسيطرون عليها.
- صرح نائب الأمين العام لـحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن "المعارضة السورية ومن يدعمها باتوا ملزمين بالقبول بترشّح الرئيس الحالي بشار الأسد هذا العام لولاية رئاسية جديدة".
غضب بنكهة الدم:
يبدو أن النظام السوري "انزعج" من حزب الله الذي نسب ما يسمّيه النظام بانتصاراته على المسلّحين الإرهابين، إلى انتصارات شخصية له احتفل فيها وسط بيروت في الضاحية ونسبها إلى نفسه وشجاعة مقاتليه.
هذا ليس كل شيء فيما يتعلق بمشاعر النظام تجاه القناتين، إذ شعر بخيبة الأمل منهما لأنهما حيّدا دوره في المعارك وأضعفا وجود ومشاركة "حماة الديار" كما يسميهم، بل أكثر من ذلك إذ نسبت الميادين والمنار الانتصارات على الأراضي السورية إلى حزب الله.
إلى جانب ذلك تلقى النظام صدمة لم يعلن عنها بشكل علني بل ابتلعها بصمت خشية من أن يبقى وحيداً، وذلك حينما صرحت إيران أنه لولا تدخلها في سوريا لسقط النظام منذ زمن، إذ لم يستطع النظام استيعاب هذا الكف الذي تلقاه من إيران "البلد الأم" والحامي له، إذ، بذلك، اعترفت أن النظام أضعف من أن يحافظ على بلده أو حتى أن يحارب المسلحين فيها.
وعلى الرغم من كل هذه المشاعر المتخبطة التي تجتاح عواطف النظام تجاه أحبائه، غض النظر عن تصريح الشيخ نعيم قاسم الذي صرح عن الشأن السوري كأنه هو وحزبه المسؤولان عن سوريا ونظامها وأركانه.
إلا أن النظام السوري يفقد أعصابه بين الحين والآخر، إذ من الممكن أن يقتل ضابط في الحرس الجمهوري في لحظة غضب أحد قياديي حزب الله الذي يقاتل إلى جانبه ليصالحه بعد ذلك، كما يمكن أن تعبر شعبان في لحظة انفعال عن غضبها من الميادين والمنار، وتعود وتنفي ذلك وتزور مكتب المنار في محاولة لتقول لهم "معليه امسحوها بدقنّا هالمرة".
في الآونة الأخيرة تم تداول أنباء عديدة حول استهجان مقاتلي حزب الله لهروب عناصر جيش النظام من مواقع هامة أثناء المعارك، وتخاذل الكثير منهم، لتوريط مقاتلي وعناصر حزب الله.
أما في ما يتعلق بمقتل ثلاثة من فريق المنار في معلولا، بعد السيطرة على المنطقة بكاملها، وتواجد حزب الله والنظام السوري فيها، فهل انفعل أحد عناصر جيش النظام السوري من مراسلي "المنار" وقتلهم في حالة غضب بعد أن نقلوا مباشرةً سيطرة حزب الله على معلولا..
تلك تبدو أقرب السيناريوهات إلى طبيعة النظام الذي يستطيع برشاقة منقطعة النظير تحويل الأصدقاء إلى أعداء والعكس صحيح، فهل ستكون الأيام المقبلة شاهداً على فك عرى الشراكة بين طرفين لا يجمعهما معاً سوى عداء مستحكم لسوريا "اللاأسد"؟ أو أنها محاولات لإعادة رسم حدود العلاقة بين الأحبة؟؟ أم أن مسلحاً من المعارضة كان يختبئ هناك دون علمهم وقفز بين الجيش والحزب وأطلق النار من بين كل المتواجدين على فريق المنار؟"
ضحى حسن
NOW
"النومة الليلة بفندق السفير- معلولا"، هذا آخر ما كتبه مراسل "المنار" حمزة الحاج حسن قبل أن يُقتَل هو ورفيقاه من الطاقم، حليم علاّو ومحمد منتش في المدينة "الخاوية" من مسلّحي المعارضة.
من قتل فريق المنار؟
وجهت "المنار" أصابع الاتهام إلى مسلّحي المعارضة، في حين أكد آخرون أن طاقم القناة قتل على يد جيش النظام السوري، لكن أحداثاً أخرى سابقة لهذا الحدث توحي بخلاف عميق "بين الأحبة".
في الوقائع التي سبقت:
- مقتل قيادي من حزب الله على يد ضابط في الحرس الجمهوري التابع للنظام السوري أثناء معركة حلب، ما أدّى إلى انسحاب فرقة مقاتلي حزب الله لفترة قبل أن يعودوا إلى مواقعهم بناء على وساطات مع النظام.
- مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الاعلامية، بثينة شعبان، تصرح على "فايسبوك": "بعض المحطات الصديقة أقدمت في الآونة الأخيرة على بث مقابلات وتقارير توحي نوعاً ما بأن سوريا ودولتها لم تكن لتصمد لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب، وهذا أمر مرفوض. سوريا صمدت بشعبها الذي قدّم إلى الآن أكثر من ربع مليون شهيد".
- قناة "الميادين" توقف تغطيتها الميدانية في سوريا، على خلفية الإجراءات التي اتخذتها وزارة الإعلام بحق "الميادين" و"المنار" اللتين كانتا ترافقان جيش النظام و"حزب الله" في معاركهما على الأراضي السورية.
ـ وزير الإعلام السوري يضفي على خطوة إيقاف المنار والميادين صبغة إدارية أكثر منها سياسية: "إننا نحترم قناة المنار لأنها قناة مقاومة، وكذلك قناة الميادين لأنها قناة قومية، ولكن المسألة تنظيمية بحتة".
- صرح أحد قياديي حزب الله لصحيفة التايمز البريطانية " لولا وقوف الحزب مع نظام الأسد لكان سقط في غضون ساعتين".
- نفت بثينة شعبان التصريحات التي نسبت إليها في ما يتعلق بالميادين والمنار، قائلة "الميادين والمنار وحزب الله ولبنان في جبهة المقاومة، وما نسب إليّ على فايسبوك لا يمكن أن يصدر عن أي مواطن سوري، نحن نواجه أعداء سوريا الذين يخدمون الصهيونية".
- قائد سلاح الطيران في الحرس الثوري الإيراني، قال إنه لولا الدعم الإيراني لقوات الأسد لخسر الأسد المعركة، مبيناً أن السبب في بقاء النظام هو الإرادة الإيرانية.
- في تشرين الثاني 2013، اندلع خلاف بين حزب الله وقوات أبي الفضل العباس أسفر عن مقتل العديد من مقاتليهما، إذ حصل الاشتباك على خلفية استمرار قيام "أبي الفضل العباس" بسرقة المناطق التي يسيطرون عليها.
- صرح نائب الأمين العام لـحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن "المعارضة السورية ومن يدعمها باتوا ملزمين بالقبول بترشّح الرئيس الحالي بشار الأسد هذا العام لولاية رئاسية جديدة".
غضب بنكهة الدم:
يبدو أن النظام السوري "انزعج" من حزب الله الذي نسب ما يسمّيه النظام بانتصاراته على المسلّحين الإرهابين، إلى انتصارات شخصية له احتفل فيها وسط بيروت في الضاحية ونسبها إلى نفسه وشجاعة مقاتليه.
هذا ليس كل شيء فيما يتعلق بمشاعر النظام تجاه القناتين، إذ شعر بخيبة الأمل منهما لأنهما حيّدا دوره في المعارك وأضعفا وجود ومشاركة "حماة الديار" كما يسميهم، بل أكثر من ذلك إذ نسبت الميادين والمنار الانتصارات على الأراضي السورية إلى حزب الله.
إلى جانب ذلك تلقى النظام صدمة لم يعلن عنها بشكل علني بل ابتلعها بصمت خشية من أن يبقى وحيداً، وذلك حينما صرحت إيران أنه لولا تدخلها في سوريا لسقط النظام منذ زمن، إذ لم يستطع النظام استيعاب هذا الكف الذي تلقاه من إيران "البلد الأم" والحامي له، إذ، بذلك، اعترفت أن النظام أضعف من أن يحافظ على بلده أو حتى أن يحارب المسلحين فيها.
وعلى الرغم من كل هذه المشاعر المتخبطة التي تجتاح عواطف النظام تجاه أحبائه، غض النظر عن تصريح الشيخ نعيم قاسم الذي صرح عن الشأن السوري كأنه هو وحزبه المسؤولان عن سوريا ونظامها وأركانه.
إلا أن النظام السوري يفقد أعصابه بين الحين والآخر، إذ من الممكن أن يقتل ضابط في الحرس الجمهوري في لحظة غضب أحد قياديي حزب الله الذي يقاتل إلى جانبه ليصالحه بعد ذلك، كما يمكن أن تعبر شعبان في لحظة انفعال عن غضبها من الميادين والمنار، وتعود وتنفي ذلك وتزور مكتب المنار في محاولة لتقول لهم "معليه امسحوها بدقنّا هالمرة".
في الآونة الأخيرة تم تداول أنباء عديدة حول استهجان مقاتلي حزب الله لهروب عناصر جيش النظام من مواقع هامة أثناء المعارك، وتخاذل الكثير منهم، لتوريط مقاتلي وعناصر حزب الله.
أما في ما يتعلق بمقتل ثلاثة من فريق المنار في معلولا، بعد السيطرة على المنطقة بكاملها، وتواجد حزب الله والنظام السوري فيها، فهل انفعل أحد عناصر جيش النظام السوري من مراسلي "المنار" وقتلهم في حالة غضب بعد أن نقلوا مباشرةً سيطرة حزب الله على معلولا..
تلك تبدو أقرب السيناريوهات إلى طبيعة النظام الذي يستطيع برشاقة منقطعة النظير تحويل الأصدقاء إلى أعداء والعكس صحيح، فهل ستكون الأيام المقبلة شاهداً على فك عرى الشراكة بين طرفين لا يجمعهما معاً سوى عداء مستحكم لسوريا "اللاأسد"؟ أو أنها محاولات لإعادة رسم حدود العلاقة بين الأحبة؟؟ أم أن مسلحاً من المعارضة كان يختبئ هناك دون علمهم وقفز بين الجيش والحزب وأطلق النار من بين كل المتواجدين على فريق المنار؟"
ضحى حسن
NOW