بيروت – "العين الساهرة" لكشف التضليل والإرهابيين، عنوان أحد برامج التلفزيون السوري التابع للنظام، البرنامج الذي كان ضحّيته هذا الأسبوع كلاً من مريم وشيار وحازم. لقطات واثقة نقلت اعترافات هؤلاء "الإرهابيين"، ولم يستطع الكادر الفني للبرنامج من إخفاء اللون الأزرق حول عين مريم اليسرى، كما لم يستطيعوا إخفاء ما قاموا به من تعذيب وتهديد.
عيون المعتقلين الثلاثة كانت تخبرنا قصة مختلفة، حقيقة ما جرى لهم في أقبية فرع الأمن. وكأنك تستطيع أن ترى ما خلف الكاميرا، رجال أمن وشبيحة يحيطون بالشبان وينتظرون بشراهة ان يخطئ أحدهم كي ينهالوا عليه بساديتهم.
تبدأ شارة (جنيريك) البرنامج بشعار قوى الأمن الداخلي في سوريا (الشرطة في خدمة الشعب) بالتعاون مع مديرية الأخبار المصوّرة، وبينما تُعرَض بطولات الجيش السوري في الشارة تسمع أغنية "أنا الشرطي يا بلدي" من كلمات العميد (الشاعر) محمد حسن علي. وفيما تحدق بالشاشة تفاجئك مذيعة البرنامج وهي تخرج من بين الأشجار، تنظر إلى الكاميرا وتلقي خطاباً من الوعيد والتهديد يُفترض أن يكون افتتاحية الحلقة: "في فرع الأمن الجنائي نتابع ثلاثة إرهابيين ممن سخّروا الكلمة الكاذبة والصورة الملفقة وأمعنوا في الارتهان لفضائيات الفتنة والتكفير دعماً للارهاب والقتل وسفك الدم السوري، ومقصلة التاريخ لن ترحم منهم واحداً".
هكذا تمّ التعريف بكل من شيار ومريم وحازم، بعد تعرضهم للاعتقال والضرب والتعذيب؛ يضعونهم أمام الكاميرا ليعترفوا أنهم إرهابيون.
اعتقلت مريم حايد مع حازم واكد من منزلهما في مشروع دمر بتاريخ 10-1-2014، يعلّق الناشط أحمد زغلول "اقتحمت قوات الأمن منزلهم، بحثاً عن ميساء صالح التي كانت قد غادرت دمشق، فقاموا باعتقال من في البيت، أما شيار فتم استدعاؤه مجدداً من سجن عدرا الى الأمن الجنائي لأن قوات الأمن وجدوا external hard يخصه في المنزل".
زغلول من مواليد 85، ذُكر اسمه في البرنامج، اعتقل مرتين، الأخيرة كانت مع شيار وميسا وبشار فرحات في قهوة ساروجة بدمشق، بتهمة الإغاثة والتعامل مع وسائل الإعلام.
تظهر مريم حايد في "العين الساهرة" وهي تتحدث عن نشاطها ضمن المجموعة، عن مشاركتها في التظاهرات السلمية وتصميم البوسترات وتلفيق تواريخ التظاهرات، مع أن "مريم في الحقيقة تعمل مع منظمة الهلال الأحمر وهي ملتزمة العمل ضمن المنظمة، لا علاقة لها بنشاطات الحراك الثوري". وهذا ما أكدته الناشطة ميسا صالح.
قام النظام السوري بملاحقة الناشطين الإعلاميين منذ بداية الثورة، وسخّر التلفزيون الرسمي ليعيد تمثيل الحقائق والأحداث بشكل يظهر النظام السوري وجيشه وقواته الأمنية كحامٍ للشعب، فيما كان يقتل ويعتقل ويقصف المدن. إعادة خلق الأحداث وبثها على التلفزيون لم تخفِ جرائم النظام التي شهدها معظم أهالي المدن السورية بأعينهم، فيما شاهد العالم ما يحدث من خلال الصور والفيديوات التي كانت تبث في كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل الناشطين الإعلاميين.
"بعمري ما شفتا لمريم بشكل شخصي، اللي بعرفوا إنو هي مالها علاقة بشي، بالنسبة لحازم فقد اجتمعت معه عدة مرات في دمشق، لكني لا أعرف عنه الكثير، أما شيار فكان ناشطاً بالحراك ويعمل مع سكاي نيوز"، يقول الناشط بشار فرحات الذي اعتقل مرتين من قبل النظام، الأولى لمدة 7 أشهر، والثانية مع المجموعة ذاتها لمدة 6 أشهر، "اعترافات الشبان ناتجة عن تعرضهم للضغط والضرب من قبل الأمن الذي ألّف لهم السيناريو الذي يناسبه"، يقول فرحات "بالتحقيق والتعذيب كان دايماً في ضغط من قبل عناصر الأمن باتجاه إنه نورّط بعض، مثلاً أنا لم أكن عضواً في تجمع سوريا للجميع، لكن الأمن حاول إقناعي بأن باقي المجموعة أكدت على وجودي معهم في التجمع وأنهم اعترفوا علي".
وضع محققو البرنامح أدوات "الإرهابيين الثلاثة" ـ كما سمّوهم ـ على الطاولة، وهي عبارة عن كاميرات و3 لابتوبات (كومبيوترات محمولة) ولافتات صغيرة وكتيبات وهاردات كان أكثرها دسامة بالنسبة لهم هو هارد شيار خليل، "ميساء وشيار، هما الشق الإعلامي في المجموعة، ونحن كنا مستلمين أموراً أخرى، في نهاية الأمر كنا نساعد بعضنا البعض" يعلّق أحمد زغلول، "تعرّض شيار للتعذيب خلال التحقيق قبل تحويله إلى سجن عدرا وإعادته إلى فرع الامن الجنائي بعد اعتقال حازم ومريم ما اضطره إلى الإدلاء بمعلومات غير صحيحة".
في الحلقة ذاتها ذكر أحد المعتقلين اسم عضو هيئة التنسيق الوطنية سابقاً زيدون الزعبي بأنه من قام بربطه بالجيش السوري الحر، علّق زيدون "لقد شاركت انا وشيار وميسا وبشار وأحمد في العديد من التظاهرات، ولم يشجع أحد منا يوماً على حمل السلاح، وكنا نحارب الطائفية، إذ قدمنا في حملتنا الأولى نموذجاً نحو بديل أخلاقي قبل أن يكون بديلاً سياسياً، ذكرنا فيها أن هذه الثورة هي في البداية ضد الفساد والكذب والطائفية والقتل"، ويكمل "قمنا بتوزيع مناشير واعتصمنا في ساحات دمشق، هتفنا للوحدة الوطنية". ويضيف "حاولنا تشكيل تجمع سوريا للجميع، الاسم كاف لأن يوضح ما كنا نريد".
زيدون، أستاذ جامعي من درعا يدرّس نظم المعلومات الإدارية، اعتُقِل مرتين بتهمة الإغاثة، "اعتقلنا أنا وشيار وميسا في الوقت نفسه تقريباً، تعرضا هما للضرب المبرح، وهاهو اليوم يجبَر على اتهام نفسه واتهامنا بما لسنا وليس به من شيء".
ناشد الناشطون الأربعة (ميساء- زيدون – أحمد - بشار) الذين طُلب من المعتقلين ذكرهم في الحلقة، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ووكالات الإعلام التدخل فوراً للإفراج عن كل من حازم واكد ومريم حايد وشيار خليل ومهران عيون، محملين السلطات السورية كامل المسؤولية عن أي أذى لحق أو قد يلحق بهم. وقد عبّروا عن قلقهم حول مصير مهران عيون، وأكدوا أهمية سعي المنظمات الأممية والحقوقية للإفراج عنه لأن بقاء مصيره معلقاً بيد النظام يشكل تهديداً على حياته.
"أشعر بالقلق تجاه مصير مهران، إذ أظهره النظام على أنه سلفي متشدد، يسعى الى الخلافة الإسلامية، وهذا الكلام غير منطقي، فمن يعرف مهران يعرف أنه علماني، لم يحمل السلاح يوما، ونشاطاته كلها مرتبطة بالمدنية والسلميةً"، تعلّق ميسا صالح: "اعتقله النظام مع أخيه من عدرا العمالية، وكان النظام قد اعتقل والده منذ أكثر من عام، وما من أخبار عنه أيضاً".
وتضيف ميسا: "معظم ما ذكر في الحلقة غير صحيح، إلا في ما يتعلق بأنّي مراسلة لقناة الأورينت، أما الأجهزة فليست جميعها لنا، ولم يكن هناك مركز إعلامي لتتم مداهمته كما قالوا". الناشطة ميساء الصالح مواليد 82، اخصائية عناية مشددة، عملت منذ بداية الثورة في النشاطات المدنية والسلمية وتجهيز المشافي الميدانية والإسعاف، اعتقلت لمدة 6 أشهر في فرع فلسطين ومن ثم سجن عدرا.
ذكر بيان الناشطين عن المعتقل الثالث الشاب حازم واكد بأنه "فنان لا علاقة له بكل ما نسب إليه من تشويه لسمعته وسمعة اصدقائه"، حازم 26 عاماً، خريج كلية الفنون الجميلة، يعمل كمصمم إعلاني، كما يحضّر الماجستير في كلية التربية، اعتقله النظام بتاريخ 10-1-2014، أثناء بحث قوات الأمن عن الناشطة ميساء صالح.
لا يبدو أن النظام السوري أراد أن يبذل جهداً في حبك السيناريو الذي اختلقه للمعتقلين الثلاثة، لم يهتم بتغطية آثار الضرب بشكل صحيح، كما لم يعط حججاً كافية تبرر التهم المزعومة. أما اعترافاتهم التي أرغموا على الإدلاء بها بغض النظر عن صحتها، فقد ارتبطت بالنشاط المدني والسلمي.
اليوم يقبع في سجون النظام السوري وأفرع مخابراته آلاف المعتقلين تحت مسمى إرهابي بتهم: (الإغاثة – النشاط الإعلامي- التظاهر السلمي- النشاطات المدنية – الدعم النفسي... )، المعتقلون الثلاثة ليسوا وحدهم من أخرج على شاشات التلفاز السوري ضمن سيناريوات الاعترافات القسرية، بل هناك العديد تم وضعهم أمام الكاميرا، ليُتهموا بما ليس لهم به علم، ليعودوا بعد ذلك الى مصيرهم المجهول في أقبية النظام.
في نهاية البرنامج تظهر المذيعة من جديد لتختم حلقتها لهذا الأسبوع، وقد بدا الانشراح والغبطة على ملامحها.. لتبدو وكأنها تنهي حلقة من برنامج فني.. ولا تنسى رغم كل أشجار السرو المحيطة بها، والتي تطل ـ للغرابة ـ من فرع الأمن الجنائي كما تقول، لا تنسى أن تذكّر المشاهدين أنها ستراهم في حلقة جديدة في الأسبوع القادم، مع إرهابيين جدد، وتكفيريين جدد .. حيث المزيد من المتعة بانتظار أتباع نظام الأسد.
ضحى حسن
NOW
عيون المعتقلين الثلاثة كانت تخبرنا قصة مختلفة، حقيقة ما جرى لهم في أقبية فرع الأمن. وكأنك تستطيع أن ترى ما خلف الكاميرا، رجال أمن وشبيحة يحيطون بالشبان وينتظرون بشراهة ان يخطئ أحدهم كي ينهالوا عليه بساديتهم.
تبدأ شارة (جنيريك) البرنامج بشعار قوى الأمن الداخلي في سوريا (الشرطة في خدمة الشعب) بالتعاون مع مديرية الأخبار المصوّرة، وبينما تُعرَض بطولات الجيش السوري في الشارة تسمع أغنية "أنا الشرطي يا بلدي" من كلمات العميد (الشاعر) محمد حسن علي. وفيما تحدق بالشاشة تفاجئك مذيعة البرنامج وهي تخرج من بين الأشجار، تنظر إلى الكاميرا وتلقي خطاباً من الوعيد والتهديد يُفترض أن يكون افتتاحية الحلقة: "في فرع الأمن الجنائي نتابع ثلاثة إرهابيين ممن سخّروا الكلمة الكاذبة والصورة الملفقة وأمعنوا في الارتهان لفضائيات الفتنة والتكفير دعماً للارهاب والقتل وسفك الدم السوري، ومقصلة التاريخ لن ترحم منهم واحداً".
هكذا تمّ التعريف بكل من شيار ومريم وحازم، بعد تعرضهم للاعتقال والضرب والتعذيب؛ يضعونهم أمام الكاميرا ليعترفوا أنهم إرهابيون.
اعتقلت مريم حايد مع حازم واكد من منزلهما في مشروع دمر بتاريخ 10-1-2014، يعلّق الناشط أحمد زغلول "اقتحمت قوات الأمن منزلهم، بحثاً عن ميساء صالح التي كانت قد غادرت دمشق، فقاموا باعتقال من في البيت، أما شيار فتم استدعاؤه مجدداً من سجن عدرا الى الأمن الجنائي لأن قوات الأمن وجدوا external hard يخصه في المنزل".
زغلول من مواليد 85، ذُكر اسمه في البرنامج، اعتقل مرتين، الأخيرة كانت مع شيار وميسا وبشار فرحات في قهوة ساروجة بدمشق، بتهمة الإغاثة والتعامل مع وسائل الإعلام.
تظهر مريم حايد في "العين الساهرة" وهي تتحدث عن نشاطها ضمن المجموعة، عن مشاركتها في التظاهرات السلمية وتصميم البوسترات وتلفيق تواريخ التظاهرات، مع أن "مريم في الحقيقة تعمل مع منظمة الهلال الأحمر وهي ملتزمة العمل ضمن المنظمة، لا علاقة لها بنشاطات الحراك الثوري". وهذا ما أكدته الناشطة ميسا صالح.
قام النظام السوري بملاحقة الناشطين الإعلاميين منذ بداية الثورة، وسخّر التلفزيون الرسمي ليعيد تمثيل الحقائق والأحداث بشكل يظهر النظام السوري وجيشه وقواته الأمنية كحامٍ للشعب، فيما كان يقتل ويعتقل ويقصف المدن. إعادة خلق الأحداث وبثها على التلفزيون لم تخفِ جرائم النظام التي شهدها معظم أهالي المدن السورية بأعينهم، فيما شاهد العالم ما يحدث من خلال الصور والفيديوات التي كانت تبث في كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل الناشطين الإعلاميين.
"بعمري ما شفتا لمريم بشكل شخصي، اللي بعرفوا إنو هي مالها علاقة بشي، بالنسبة لحازم فقد اجتمعت معه عدة مرات في دمشق، لكني لا أعرف عنه الكثير، أما شيار فكان ناشطاً بالحراك ويعمل مع سكاي نيوز"، يقول الناشط بشار فرحات الذي اعتقل مرتين من قبل النظام، الأولى لمدة 7 أشهر، والثانية مع المجموعة ذاتها لمدة 6 أشهر، "اعترافات الشبان ناتجة عن تعرضهم للضغط والضرب من قبل الأمن الذي ألّف لهم السيناريو الذي يناسبه"، يقول فرحات "بالتحقيق والتعذيب كان دايماً في ضغط من قبل عناصر الأمن باتجاه إنه نورّط بعض، مثلاً أنا لم أكن عضواً في تجمع سوريا للجميع، لكن الأمن حاول إقناعي بأن باقي المجموعة أكدت على وجودي معهم في التجمع وأنهم اعترفوا علي".
وضع محققو البرنامح أدوات "الإرهابيين الثلاثة" ـ كما سمّوهم ـ على الطاولة، وهي عبارة عن كاميرات و3 لابتوبات (كومبيوترات محمولة) ولافتات صغيرة وكتيبات وهاردات كان أكثرها دسامة بالنسبة لهم هو هارد شيار خليل، "ميساء وشيار، هما الشق الإعلامي في المجموعة، ونحن كنا مستلمين أموراً أخرى، في نهاية الأمر كنا نساعد بعضنا البعض" يعلّق أحمد زغلول، "تعرّض شيار للتعذيب خلال التحقيق قبل تحويله إلى سجن عدرا وإعادته إلى فرع الامن الجنائي بعد اعتقال حازم ومريم ما اضطره إلى الإدلاء بمعلومات غير صحيحة".
في الحلقة ذاتها ذكر أحد المعتقلين اسم عضو هيئة التنسيق الوطنية سابقاً زيدون الزعبي بأنه من قام بربطه بالجيش السوري الحر، علّق زيدون "لقد شاركت انا وشيار وميسا وبشار وأحمد في العديد من التظاهرات، ولم يشجع أحد منا يوماً على حمل السلاح، وكنا نحارب الطائفية، إذ قدمنا في حملتنا الأولى نموذجاً نحو بديل أخلاقي قبل أن يكون بديلاً سياسياً، ذكرنا فيها أن هذه الثورة هي في البداية ضد الفساد والكذب والطائفية والقتل"، ويكمل "قمنا بتوزيع مناشير واعتصمنا في ساحات دمشق، هتفنا للوحدة الوطنية". ويضيف "حاولنا تشكيل تجمع سوريا للجميع، الاسم كاف لأن يوضح ما كنا نريد".
زيدون، أستاذ جامعي من درعا يدرّس نظم المعلومات الإدارية، اعتُقِل مرتين بتهمة الإغاثة، "اعتقلنا أنا وشيار وميسا في الوقت نفسه تقريباً، تعرضا هما للضرب المبرح، وهاهو اليوم يجبَر على اتهام نفسه واتهامنا بما لسنا وليس به من شيء".
ناشد الناشطون الأربعة (ميساء- زيدون – أحمد - بشار) الذين طُلب من المعتقلين ذكرهم في الحلقة، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ووكالات الإعلام التدخل فوراً للإفراج عن كل من حازم واكد ومريم حايد وشيار خليل ومهران عيون، محملين السلطات السورية كامل المسؤولية عن أي أذى لحق أو قد يلحق بهم. وقد عبّروا عن قلقهم حول مصير مهران عيون، وأكدوا أهمية سعي المنظمات الأممية والحقوقية للإفراج عنه لأن بقاء مصيره معلقاً بيد النظام يشكل تهديداً على حياته.
"أشعر بالقلق تجاه مصير مهران، إذ أظهره النظام على أنه سلفي متشدد، يسعى الى الخلافة الإسلامية، وهذا الكلام غير منطقي، فمن يعرف مهران يعرف أنه علماني، لم يحمل السلاح يوما، ونشاطاته كلها مرتبطة بالمدنية والسلميةً"، تعلّق ميسا صالح: "اعتقله النظام مع أخيه من عدرا العمالية، وكان النظام قد اعتقل والده منذ أكثر من عام، وما من أخبار عنه أيضاً".
وتضيف ميسا: "معظم ما ذكر في الحلقة غير صحيح، إلا في ما يتعلق بأنّي مراسلة لقناة الأورينت، أما الأجهزة فليست جميعها لنا، ولم يكن هناك مركز إعلامي لتتم مداهمته كما قالوا". الناشطة ميساء الصالح مواليد 82، اخصائية عناية مشددة، عملت منذ بداية الثورة في النشاطات المدنية والسلمية وتجهيز المشافي الميدانية والإسعاف، اعتقلت لمدة 6 أشهر في فرع فلسطين ومن ثم سجن عدرا.
ذكر بيان الناشطين عن المعتقل الثالث الشاب حازم واكد بأنه "فنان لا علاقة له بكل ما نسب إليه من تشويه لسمعته وسمعة اصدقائه"، حازم 26 عاماً، خريج كلية الفنون الجميلة، يعمل كمصمم إعلاني، كما يحضّر الماجستير في كلية التربية، اعتقله النظام بتاريخ 10-1-2014، أثناء بحث قوات الأمن عن الناشطة ميساء صالح.
لا يبدو أن النظام السوري أراد أن يبذل جهداً في حبك السيناريو الذي اختلقه للمعتقلين الثلاثة، لم يهتم بتغطية آثار الضرب بشكل صحيح، كما لم يعط حججاً كافية تبرر التهم المزعومة. أما اعترافاتهم التي أرغموا على الإدلاء بها بغض النظر عن صحتها، فقد ارتبطت بالنشاط المدني والسلمي.
اليوم يقبع في سجون النظام السوري وأفرع مخابراته آلاف المعتقلين تحت مسمى إرهابي بتهم: (الإغاثة – النشاط الإعلامي- التظاهر السلمي- النشاطات المدنية – الدعم النفسي... )، المعتقلون الثلاثة ليسوا وحدهم من أخرج على شاشات التلفاز السوري ضمن سيناريوات الاعترافات القسرية، بل هناك العديد تم وضعهم أمام الكاميرا، ليُتهموا بما ليس لهم به علم، ليعودوا بعد ذلك الى مصيرهم المجهول في أقبية النظام.
في نهاية البرنامج تظهر المذيعة من جديد لتختم حلقتها لهذا الأسبوع، وقد بدا الانشراح والغبطة على ملامحها.. لتبدو وكأنها تنهي حلقة من برنامج فني.. ولا تنسى رغم كل أشجار السرو المحيطة بها، والتي تطل ـ للغرابة ـ من فرع الأمن الجنائي كما تقول، لا تنسى أن تذكّر المشاهدين أنها ستراهم في حلقة جديدة في الأسبوع القادم، مع إرهابيين جدد، وتكفيريين جدد .. حيث المزيد من المتعة بانتظار أتباع نظام الأسد.
ضحى حسن
NOW